الأديب العراقي علي الجميل 1889-1928م
ولد علي بالموصل سنة 1889 م وعاش 39 سنة فقط ، اذ توفي اثر عملية جراحية بحلب في العام 1928 م ، واشتهر كثيرا بثقافته العليا وبشعره وأدبه ونقده الاصلاحي وافكاره التجديدية .. كان رجل قلم ، وسياسة ، وفكر ، وصحافة ، واقتصاد ، ونقد وعّد من ألمع المصلحين والادباء العراقيين المحدثين ومن اشهر شخصيات الموصل ابان العشرينيات .. درس في المدرسة الرشدية والمدارس الاهلية ، واعتنى ابوه بتكوينه الثقافي فخّصص له مدّرسين يعلمونه اللغات الاجنبية ، فأجاد التركية والفارسية والفرنسية ، وكتب بها جميعا وترجم منها .. ثم طلب الادب وصناعته على ابرع الاساتذة ، ومنهم : السيد محمد علي افندي الفخري والسيد احمد الفخري الشاعر المعروف ووزير العدلية الاسبق والاديب الشاعر سليمان بيك آل مراد الجليلي وغيرهم . وكان من اساتذته ايضا ، الشيخ محمد افندي الفخري والشيخ عثمان افندي الديوه جي والقاضي السيد احمد افندي الديوه جي .. وبرع في الكتابة وكان فنانا في الخط والرسم ، اذ درسهما على يد الفنان الشهير توما قندلا . عمل بوظائف عدة منها المدّرس الفخري في المكتب الوطني والمحرر العربي لجريدة موصل الرسمية ومترجم العربية في مطبعة الولاية وباشكاتب مديرية الاوقاف ، وكان عضوا في غرفة التجارة بالموصل كان علي الجميل قد أصيب بمرض في الكلى منذ شبابه المبكر، فاجريت له جراحة اولى في حلب، فتعافى في المرة الاولى. لقد كانت عمليته الجراحية الاولى في حلب عام 1333 هـ / 1915م ، قبل زواجه وقبل وفاة والده عام 1917 م .
بعد 13 سنة ، اي في العام 1928 ، سافر الى حلب مرة أخرى للاستشفاء من المرض نفسه رفقة اخ له هو الاستاذ جميل الجميل وصديقه فريد الجادر النائب في البرلمان العراقي لاحقا ، وكان الجميل يقصد حلب كثيرا ، فاجريت له عملية جراحية ثانية في الكلى .. توفي على اثرها وهو في عز الشباب ، فنقل جثمانه الى الموصل التي وصله يوم 3 اكتوبر / تشرين الاول 1928 التي بكته كثيرا ودفن فيها بمقبرة عائلته في تشييع كبير .
ومن اشعاره
مطلع قصيدة له تشطير لقصيدة الشاعر الكبير كاظم الازري :
قالوا حبيبك محموم فقلت لهم اني امرؤ صادق لا اعرف الكذبا
استغفر الله عن ذنب شقيت به انا الذي كنت في حمائه ســببا
قبلته ولهيب النار في كبـدي عّلي أداوي بي الشوق الذي غلبا
ولم اكن في الهوى أبغي أذيته فأثّرت فيه تلك النار فالتهبـــا
( غّنى هذا التشطير المطرب السوري الشهير الاستاذ صباح فخري بعد ان استلها من ديوان علي
الجميل منذ اكثر من ثلاثين سنة ).
وله:
طرقتك في الليل البهيم حبيبة عذراء تحكي البدر في الاشراق
يغني عن الشمس المنيرة وجهها ورضابها يحكي سلافة ساقي
لعب النسيم بقّدها فتمايلـت تزهو بثوب العهــد والميثـاق
زارت وقد أشفى فؤاد محبّها من لوعة وصبابة وفـــراق
باتت تطارحني احاديث الهوى فأجيبها بالمدمــع المهـراق
ناشدتها وصل الحبيب فما درت أحبيب نجد أم حبيب عراق ؟